القيادة بوعي انثوي

 

هل فكرتي يوما ما أنه بإمكانك أن تصبحي قائدة مؤثرة في محيطك دوم أن تكوني مضطرة إلى التخلي عن انوثتك، أعلم أننا كنساء نجد مقاومة شديدة من محيطنا يمنعنا في أن نكون في مناصب او ادوار قيادية، هذه المقاومة التي تنشأ من الأعراف الثقافية الراسخة والتحيزات، والخوف المتجذر في أعماقنا كنساء بأننا لسنا جديرات بالقيادة أو أن القيادة تتطلب قوة ذكورية صلبة وليس للانوثة الضعيفة، لذلك نجد الكثير منا تتبنى الصفات الذكورية في شخصيتها، بصورة لا تتناسب مع فطرتها الانثوية من أجل أن يتقبلها المجتمع او المحيط كقائدة مؤثرة، ذلك المحيط الذي يمارس ضغوط عليك بأن تكوني قوية وعدوانية وتنافسية بشراسةلا تظهري الضعف أو التعاطف أو الهشاشة أبدًا، لأنك ستفقدين احترامك على الفور. لا مكان للعواطف في العمل، ولكن في المقابل يدعم انوثتك فيما يتعلق بمظهرك الخارجي، ويسحبك نحو نكران انوثتك الداخليه الفطرية،لذلك نجد الكثير من النساء متعبات غير راضيات عن حياتهن رغم انهن وصلنا الى اعلى المراتب القيادية .نحن اليوم نريد ثورة لتغيير هذه المعتقدات، ليس في عقول النساء فقط ولكن في عقول الرجال ايضا، فنحن لا يمكننا تحقيق التطور والابداع والعيش بسلام بطاقة ذكورية فقط وبمعزل عن الطاقة الانثوية، نحن نعلم أن بداخل كل انسان منا طاقة ذكورية وطاقة انثوية، تختلف قوتها بحسب الجنس ذكر ام انثى، ولكن قد يحدث خلل في هذه الطاقات بحيث نجد نساء تطغى عليها الطاقة الذكورية على حساب الطاقة الانثوية وهذا يخلق شعور بعدم التوازن الداخلي لدى الانثى، ينشأ هذا الاختلال في الطاقة داخل الانثى من معتقد سائد منذ قرون والذي ينظر إلى الطاقة الذكورية على أنها أكثر قوة وفعالية في مجال الاعمال. فالطاقة الذكورية تدفع إلى الأمام، وهي حازمة، وتريد السيطرة على المواقف، تنافسية، في حين أن الطاقة الانثوية غير مرحب بها في مجال الاعمال حيث ينظر اليها انها تعبر عن الضعف، والعاطفية السلبية، تلك الطاقة التي تعبر عن التعاون والتعاطف والرحمة، والسلام تم قمعها، لذلك نجد اليوم عالم الاعمال يسودة العنف والمنافسة غير الشريفة، عالم من المشاكل التي لاتحصى، فالذكورة المفرطة هو خلل في حد ذاته ولا يمت لرجوله بصلة، فاهمال الطاقة الأنوثة يمكن أن يؤدي إلى أن نكون ميكانيكيين، ومتغطرسين، وغير حساسين، ومتعطشين للسلطة، وخاويين من إحساسنا بالهدف، في المقابل الافراط في الطاقة الانثوية تؤدي أيضًا إلى عدم النضج في كيفية إدارة أعمالنا - أن نكون عاطفيين بشكل مفرط، ومفرطين في الاعتماد على الآخرين، ونعتمد على الثناء، أو غير مركزين أو غير عقلانيين، نحن ندعو كلا الجنسين للتوازن ، لنصل الى عالم اكثر انجاز واكثر قوة واكثر سلام،  واكثر انسجام فجميعنا مؤثرين كقادة ولكن دون التخلي عن طاقاتنا الفطرية الواعية والمتوازنة.